
في مشهد إنساني يعكس التزامًا متجددًا بحقوق المهاجرين وكرامتهم، أشرفت المنظمة الدولية للهجرة في تونس يومي 27 و29 ماي 2025، على تسهيل عودة طوعية لـ313 مهاجراً غير نظامي، اختاروا العودة إلى أوطانهم في غامبيا وغينيا، فيما استفاد 66 مهاجراً آخر من العودة إلى الكوت ديفوار وغانا وسيراليون.
هذا الجهد المشترك بين المنظمة الدولية للهجرة والسلطات التونسية لم يكن مجرد رحلة جوية، بل بداية جديدة لعدد من القصص التي كانت على حافة النسيان. ضمن إطار برنامج “العودة الطوعية وإعادة الإدماج”، لا تُقدَّم للمهاجرين تذاكر سفر فقط، بل يُمنحون فرصة حقيقية لاستعادة الاستقرار والانخراط من جديد في مجتمعاتهم الأصلية من خلال التكوين المهني والمرافقة النفسية والاجتماعية.
سيكوبا، شاب من غينيا، كان أحد المستفيدين من هذا البرنامج. قبل أن يصعد إلى الطائرة، صرّح بابتسامة مليئة بالأمل:
“كنت بحاجة إلى فرصة… المنظمة الدولية للهجرة أعطتني تلك الفرصة. الآن أعود إلى بلدي، أعود إلى عائلتي، وأستعد للعودة إلى مقاعد الدراسة والتكوين المهني.”
منذ مطلع سنة 2025، استفاد أكثر من 3500 مهاجر في تونس من برنامج العودة الطوعية، في دليل واضح على استمرار الجهود الإنسانية لحماية كرامة الإنسان ومرافقته في قراراته المصيرية، مهما كانت خلفياته أو مساراته.
في زمن تتنازع فيه أصوات الهجرة بين الأزمات والسياسة، تظل العودة الطوعية فعل إنساني ناعم… لا يُقاس بعدد الركّاب، بل بعدد الأحلام التي أعيد إحياؤها.